فضيحة القراءة في العالم العربي

السومري الجمعة نوفمبر 28, 2008 11:22 pm

تكشف أحدث الاحصاءات... أن الأوربي يقرأ بمعدل 35 كتاباً في السنة، والإسرائيلي 40 كتاباً في السنة، أما العربي فإنّ 80 شخصاً يقرأون كتاباً [واحداً] في السنة. وطبعا هذا متوسط الاحصاءات..
اي بعبارة أخرى، وحسب لغة الأرقام:
ان كل 80 عربياً يقرأون كتاباً واحداً
ان أوروبيا واحدا يقرأ 35 كتاباً.
ان إسرائيليا واحدا يقرأ 40 كتاباً
اذاً، لكي يتم القارئ العربي قراءة 35 كتاباً ، فإننا نحتاج (2800 عربي) وهو رقم 80 عربي × 35 كتاباً. !!!!!
ولكي يتم القارئ العربي قراءة 40 كتاباً، فإننا نحتاج إلى (3200 عربي) وهو رقم 80 عربي × 40 كتاباً !!!!!
المحصلة:
ـ ان ثقافة أوروبي واحد = ثقافة 2800 عربي
ـ ان ثقافة إسرائيلي واحد = ثقافة 3200 عربي

وعلى أية حال، لو كانت هذه الإحصائية صحيحة، لكنا بخير، لا بل بألف خير، لأن الأرقام التي تصدر عن دور النشر تشير إلى واقع أسوأ من ذلك بكثير. وحسب إحصائية اليونسكو فإن الدول العربية أنتجت 6500 كتاب عام 1991، بالمقارنة مع 102000 كتاب في أمريكا الشمالية، و42000 كتاب في أمريكا اللاتينية وجزر الكاريبي (تقرير التنمية البشرية لعام 2003، النسخة الإنجليزية، ص 77).
ولكون بيانات اتجاهات القراءة غير متوفرة في العالم العربي لغياب الإحصائيات الدقيقة، فإن الكتب الأكثر مبيعاً حسب معرض القاهرة الدولي للكتاب هي الكتب الدينية، تليها الكتب المصنفة بأنها تعليمية . ومن خلال متابعتنا لأخبار معارض الكتاب في الدول العربية، فإن ترتيب الكتب الأكثر مبيعاً هي التالي: الكتب الدينية، كتب الطبخ، كتب الأبراج.
الترجمة:
وعندما نعود إلى تقرير التنمية البشرية المذكوراعلاه، فإن المعطيات التي يوردها حول الترجمة إلى اللغة العربية تبين بأن الدول العربية ككل هي في أدنى القائمة، إذ قال التقرير إن اليابان تترجم حوالي 300000000 صفحة سنوياً. في حين أن ما يُترجم سنوياً في العالم العربي، هو حوالي خُمس ما يترجم في اليابان. والحصيلة الكلية لما ترجم إلى العربية منذ عصر المأمون إلى العصر الحالي 10000 كتاب؛ وهي تساوي ما تترجمه أسبانيا في سنة واحدة (ت ب، ص 67).
وتبين مقارنة أعداد الكتب المترجمة إلى اللغة العربية مع لغات أخرى سِعةَ الهوة بين العالم والعربي بمجمله وبين أية دولة في العالم، ففي النصف الأول من ثمانينات القرن العشرين، كان متوسط الكتب المترجمة لكل مليون شخص، على مدى خمس سنوات هو 4.4 كتاب (أقل من كتاب لكل مليون عربي في السنة) بينما في هنغاريا كان الرقم 519، وفي أسبانيا 920.
فضلا عن ذلك، فحتى المقارنة العددية بين العناوين توضح بشكل كافٍ مدى بؤس الثقافة في العالم العربي، فعدد النسخ المطبوعة للعنوان هي 1000 نسخة، وفي حالات خاصة، وعندما يكون المؤلف ذائع الصيت، فقد يبلغ عدد النسخ 5000 نسخة؛ وبالتالي، فإن المقارنة لا تكون صحيحة على أساس عدد العناوين التي تصدر بالعربية، طالما ان طبعة الكتاب الواحد في الغرب تتجاوز 50000 نسخة. ولهذا فنسبة كتاب واحد لكل ثمانين عربياً رقم يتجاوز الواقع، ونجد أنفسنا مرغمين على قبول المعطيات التالية:
«إن كل 300 ألف عربي يقرأون كتاباً واحداً، ونصيب كل مليون عربي هو 30 كتاباً».
وهذا الرقم ( وهو الأدق) يمكن ان يترجم إلى المعادلة التالية:
- ان ثقافة غربي واحد أو إسرائيلي واحد = ثقافة مليون عربي.
لا يشمل ظلام الجهل الذي يعم العالم العربي ميدان عالم الكتاب فحسب (تأليفاً وترجمةً وقراءةً)، بل يشمل حتى القدرة على القراءة والكتابة، ففي الوقت الذي صار فيه تعلم اللغات الأجنبية واتقان التعامل مع الحواسيب معياراً جديــداً للتعليم، فإن عدد الأميين في العالــم العربي، وحسب ما صدر عن اليونسكو يبلغ (60) مليون من أصل (300) مليون (اي خُمس السكان). وقد لاحظ هذا الإعلان عن الأمية في العالم العربي أن التعليم الأساسي يحتاج إلى 6 مليارات دولار سنوياً، وهذا رقم صغير بالمقارنة مع 1100 مليار دولار تذهب سنويا إلى الإنفاق العسكري، و300 مليار دولارسنويا إلى الإعلانات، و500 مليار دولار سنويا ينفقها العرب على التبغ والتدخين كل عامٍ.
تُظهِرُ هذه الأرقام وضعاً مؤلماً ومزريا تعاني منه الشعوب العربية، لا نفيه حقّه حتى إن وصفناه بالتخلّف الحضاري، والسؤال الذي ينتظر الإجابة:
- هل تستحق فعلاً (هذه الشعوب التي لا تقرأ بل وحتى لا تعرف القراءة) أن تحلم بأن يكون لها دور في المستقبل، بينما لم تبلغ سن الطفولة الحضارية بعد؟
- هل تحتاج هذه الشعوب حقاً إلى مؤامرة لتكون متخلفةً؟ وأي تخلف أكثر من أن تعادلَ ثقافةُ مليون فردٍ في أمّةٍ ثقافةَ فردٍ واحدٍ في أمةٍ أخرى؟
- وبعد كل هذا، ألا يجدرُ بأولئك الذين لا يفتأون يتحدثون عن الأخطار والمؤامرات التي تهدد كيان «الأمة»، أن يتساءلوا:
مَنْ يُشَكِّلُ خطراً على مَنْ؟
والسؤال مفتوح لكِ ولك صديقي القارئ .... بل للأمة كلها ...
- هل تقرأ لتنهض الأمة!!!!