الشاعر البصري احمد مطر ..سيرة حياة
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الشاعر البصري احمد مطر ..سيرة حياة
ولد الشاعر أحمد مطر في مطلع الخمسينات(1954)، ابناً رابعاً بين عشرة أخوة من البنين والبنات، في قرية (التنومة)، إحدى نواحي(شط العرب) في البصرة. وعاش فيها مرحلة الطفولة قبل أن تنتقل أسرته، وهو في مرحلة الصبا، لتقيم عبر النهر في محلة الأصمعي.
وكان للتنومة تأثيرا واضحا في نفسه، فهي (كما يصفها) تنضح بساطة ورقّة وطيبة، مطرّزة بالأنهار والجداول والبساتين، وبيوت الطين والقصب، وأشجار النخيل التي لاتكتفي بالإحاطة بالقرية، بل تقتحم بيوتها، وتدلي سعفها الأخضر واليابس ظلالاً ومراوح.
وفي سن الرابعة عشرة بدأ يكتب الشعر، ولم تخرج قصائده الأولى عن نطاق الغزل والرومانسية، لكن سرعان ما تكشّفت له خفايا الصراع بين السُلطة والشعب، فألقى بنفسه، في فترة مبكرة من عمره، في دائرة النار، حيث لم تطاوعه نفسه على الصمت، ولا على ارتداء ثياب العرس في المأتم، فدخل المعترك السياسي من خلال مشاركته في الإحتفالات العامة بإلقاء قصائده من على المنصة، وكانت هذه القصائد في بداياتها طويلة، تصل إلى أكثر من مائة بيت، مشحونة بقوة عالية من التحريض، وتتمحور حول موقف المواطن من سُلطة لا تتركه ليعيش. ولم يكن لمثل هذا الموقف أن يمر بسلام، الأمر الذي اضطرالشاعر، في النهاية، إلى توديع وطنه ومرابع صباه والتوجه إلى الكويت، هارباً من مطاردة السُلطة.
وفي الكويت عمل في جريدة (القبس) محرراً ثقافياً، وكان آنذاك في منتصف العشرينات من عمره، حيث مضى يُدوّن قصائده التي أخذ نفسه بالشدّة من أجل ألاّ تتعدى موضوعاً واحداً، وإن جاءت القصيدة كلّها في بيت واحد. وراح يكتنز هذه القصائد وكأنه يدوّن يومياته في مفكرته الشخصيّة، لكنها سرعان ما أخذت طريقها إلى النشر، فكانت (القبس) الكوة التي أخرج منها رأسه، وباركت انطلاقته الشعرية الإنتحارية، وسجّلت لافتاته دون خوف، وساهمت في نشرها بين القرّاء.
وفي رحاب (القبس) عمل الشاعر مع الفنان ناجي العلي، ليجد كلّ منهما في الآخر توافقاً نفسياً واضحاً، فقد كان كلاهما يعرف، غيباً، أن الآخر يكره ما يكره ويحب ما يحب، وكثيراً ما كانا يتوافقان في التعبير عن قضية واحدة، دون اتّفاق مسبق، إذ أن الروابط بينهما كانت تقوم على الصدق والعفوية والبراءة وحدّة الشعور بالمأساة، ورؤية الأشياء بعين مجردة صافية، بعيدة عن مزالق الإيديولوجيا.
وقد كان أحمد مطر يبدأ الجريدة بلافتته في الصفحة الأولى، وكان ناجي العلي يختمها بلوحته الكاريكاتيرية في الصفحة الأخيرة.
ومرة أخرى تكررت مأساة الشاعر، حيث أن لهجته الصادقة، وكلماته الحادة، ولافتاته الصريحة، أثارت حفيظة مختلف السلطات العربية، تماماً مثلما أثارتها ريشة ناجي العلي، الأمر الذي أدى إلى صدور قرار بنفيهما معاً من الكويت، حيث ترافق الإثنان من منفى إلى منفى. وفي لندن فَقـدَ أحمد مطر صاحبه ناجي العلي، ليظل بعده نصف ميت. وعزاؤه أن ناجي مازال معه نصف حي، لينتقم من قوى الشر بقلمه.
ومنذ عام 1986، استقر أحمد مطر في لندن، ليُمضي الأعوام الطويلة، بعيداً عن الوطن الاف الأميال والأميال، قريباً منه على مرمى حجر، في صراع مع الحنين وال ينشر حاليا في جريدة الراية القطرية تحت زاوية "لافتات" و "حديقة الإنسان" بالاضافة إلى مقالات في "استراحة الجمعة".
ويجد كثير من الثوريين في العالم العربي والناقمين على الأنظمة مبتغاهم في لافتات أحمد مطر حتي أن هناك من يلقبه بــ(ملك الشعراء) ويقولون إن كان أحمد شوقي هو (أمير الشعراء) فأحمد مطر هو ملكهم.
له قصيدة إسمها (( بلاد مابين النحرين)) تجسد الوضع العربي الحالي، وتظهره جليا كلوحة فنان مُرسّخاً حروف وصيته في كل لافتة يرفعها.
يحمل ديوانه اسم ( اللافتات ) مرقما حسب الإصدار ( لافتات 1 ـ 2 إلخ ).
*************************************************************
وهذه بعض من أبياته:
جَسَّ الطبيبُ خافقي
وقالَ لي: هَلْ ها هُنا الأَلمْ؟
قلتُ له: نَعَمْ
فَشَقَّ بالمِشرَطِ جيبَ مِعْطفي
وأخْرجَ القَلَمْ!
هَزَّ الطبيبُ رأسَهُ.. وَمالَ وابتَسَمْ
وَقالَ لي: ليسَ سِوى قَلَمْ
فَقلتُ: لا يا سيّدي
هذا يَدٌ.. وَفمْ
رَصاصةٌ.. وَدَمْ
وَتُهمَةٌ سافِرَةٌ.. تَمشي بلا قَدَمْ
*************************
ومن شعره:
قالت أمي مرة
يا أولادي عندي لغز من منكم يكشف لي سره ،
“تابوت قشرته حلوى ،
ساكنة خشب والقشرة" ،
قالت أختي: " التمرة " ،
حضنتها أمي ضاحكة لكني خـنـقـتـني العبرة ،
قلت لها : " بل تلك بلادي "
**************************
وأيضا:
رأيت جرذاً
يخطب اليوم عن النظافة
وينذر الأوساخ بالعقاب
وحوله
يصفق الذباب !
**************************
وأيضا:
تهتُ عنْ بيتِ صديقي
فسألتُ العابرين
قيلَ لي امشِ يَساراً
سترى خلفكَ بعضَ المخبرينْ
حِدْ لدى أولِهمْ
سوفَ تُلاقي مُخبراً
يَعملُ في نصبِ كمينْ
اتَّجِهْ للمخبرِ البادي أمامَ المخبرِ الكامنِ
واحسبْ سبعةً ً ، ثم توقفْ
تجدِ البيتَ وراءَ المخبرِ الثامنِ ِ
في أقصى اليمينْ
حفِظَ اللهُ أميرَ المخبرينْ
فلقدْ أتخمَ بالأمنِ بلادَ المسلمينْ
أيها النّاسُ اطمئنوا
هذه أبوابكمْ محروسة ٌ في كلِّ حينْ
فادخلوها بسلامٍ آمنينْ .
*******************************
المصدر: الموسوعة الحرة- ويكيبيديا
[justify]
مشكور على المشاركة
الحقيقه مبادره حلو منك يالسومري اتمنالك التوفيق والتواصل الدائم
شكرا لمشاركتك
شكرا لمشاركتك
الحارس الانيق- نائب المدير
- عدد الرسائل : 61
العمر : 42
تاريخ التسجيل : 11/11/2008
رد: الشاعر البصري احمد مطر ..سيرة حياة
نعم ان احمد مطر هو ملك الشعراء بلا منازع
شكرا ياسومري يامبدع
شكرا ياسومري يامبدع
احمد علي- عدد الرسائل : 169
تاريخ التسجيل : 11/11/2008
رد: الشاعر البصري احمد مطر ..سيرة حياة
شكرا يا ورده
امير الخلود- عدد الرسائل : 374
تاريخ التسجيل : 12/11/2008
رد: الشاعر البصري احمد مطر ..سيرة حياة
يسلموووووووووووووووووووووووو
امير الخلود- عدد الرسائل : 374
تاريخ التسجيل : 12/11/2008
رد: الشاعر البصري احمد مطر ..سيرة حياة
مشكور يا سومري على جهودك
بصراوي وافتخر- عدد الرسائل : 287
تاريخ التسجيل : 12/11/2008
رد: الشاعر البصري احمد مطر ..سيرة حياة
عاشت الايادي وننتضر المزيد من ابداعاتك
بصراوي وافتخر- عدد الرسائل : 287
تاريخ التسجيل : 12/11/2008
مواضيع مماثلة
» قصيدة بمناسبة الولادة المباركة لسيد الكائنات محمد (ص)
» قصيدة ولد الهدى
» صاحبة الصوت الحالم ..الفنانة نجاة الصغيرة ..سيرة ذاتية
» قصيدة ولد الهدى
» صاحبة الصوت الحالم ..الفنانة نجاة الصغيرة ..سيرة ذاتية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى